بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
📌 ( الحليم من اتعظ بغيره )
إن الناظر إلى الدعوة السلفية المنتسبة للشيخ يحيى الحجوري وفقه الله في بلاد إندونيسيا في خلاف مريج وإن المستقرئ ليجدها اليوم في أسوء حالاتها على الإطلاق، فمنذ أكثر من عشر سنين وهي تمر بمراحل تفتت متعددة وأما الآن فهي على حافة تفتت أكبر مما مضى في العشرة الأولى، وما ذلك إلا لأن كثيرا من المتصدرين فيها يرون السلفية معقودة بين جنبتي مسائل لا تعدو أن تكون في ميزان العلم الصحيح عبارة عن اجتهادات تحمل في طياتها الخطأ والصواب فينبغي ألا تضخم بهذا القدر في جانب الحفاظ على اجتماع الدعوة السلفية وذلك كقضية السكن الداخلي لطالبات العلم وقضية المحاضرات في مساجد العوام التي يرتادها غير السلفيين ونحو ذلك ….
📍وهو كذلك تغييب صريح لمنطق العقل الصحيح والذي يدل عليه انعدام فقه الأولويات و تغييب لمفهوم المصلحة الشرعية المتمثلة بالحفاظ على الأخوة الإسلامية والدعوة السلفية ولو على أقل مقدار ولذا ينتشر فيهم التبديع والهجر وبتر الأخوة باسم المنهجية لأدنى الأسباب كانتشار النار في الهشيم لضعف الوازع العلمي والوازع الطبعي على حد سواء لتأثير الوازعين في بعضهما .
ولذا لا تجد لهم مساجد خالية منذ نشأتها من مرض التفرق في الدين تحت بند البغي بالعلم .
📍وحاصل ذلك كله تفتت دعوتهم وقلة حضورهم وضعف تأثيرهم على محيطهم فكيف بساحة الدعوة السلفية المحلية الكبيرة هناك ناهيك عن الساحة الخارجية وهذا واضح في مقامهم تجاه المتغيرات التي تعصف بالبلاد من كل جانب بسبب موجات الإلحاد والتنصير والعلمنة والشذوذ وغير ذلك فلا تجد لهم في هذه القضايا من الكلام والبيان و التحرير والقيام ما تجده لغلاة التبديع في إخوانهم بل ولا العشر! وهذا من تلبيس الشيطان....
وهذا كله مقابل بحضور كبير و لافت لغيرهم في الساحة الدعوية فتأملوا !
هذا من جانب .
ومن جانب آخر يزداد تعمقهم في البعد عن المنهج الصحيح والاستكثار من افتياتهم على السلفية لاستساغة النيل من بعضهم البعض تعمقا في التفرق والاستطالة بحق وبغير حق فتراهم يفعلون في أنفسهم مالا يحلم به عدوهم !
📍وما يميز الحال اليوم عن ما مضى هو المدخلات الخارجية الكثيرة التي دخلت عليهم والتي ذهبت للترجيح فيما بينهم أكثر منها للإصلاح فزادت الطين بلة والقليل قلة .
📌وأتوجه بهذه الخلاصة لصنفين من الفضلاء :
📍أولا :
صنف من الفضلاء في "وضع التعليق" فهم وإن كانوا لا يوافقون هذا النوع من السير ولكنهم ما زالوا يجارون القوم تارة و ينفكون تارات أخرى.
وأكثر هذا الصنف يظن خيرا في صلاح القوم باستيراد المشايخ و الفتاوى الخارجية في المسائل الطارئة والتي لا تزيد الوضع إلا تعقيدا والواقع خير شاهد…
📍 ألا يرون أن كثيرا من المدخلات التي أدخلت عليهم عبر مشايخ علم من خارج البلاد لم تزد الوضع إلا سوء ?!
لأن كل واحد منهم يستورد كلام من يطيب له من مشايخ الخارج الإندونيسي !
فلا تأتهم بمثل أو كلام إلا جاؤوك بضده من جنسه !
فدعوة لم تصلح نفسها بنفسها فأنى يصلحها غيرها !
ولذا كم قد حصلت مجالس الصلح والتراجع عن التبديع والتفرق فهل أغنى ذلك عنهم شيئا!
كيف والشيخ يحيى نفسه وهو الذي ينتسبون إليه في التلمذة ويصفونه بالمرجعية" يعتبر في تلك المسائل أول من يخالف وآخر من يسمع عند أكثرهم لأنه يخيل إليهم أنهم أعلم بالحال!
ولذا يسري فيهم التبديع والهجر مهما عارضه الشيخ يحيى بعذر أن أهل مكة أدرى بشعابها فتفكروا!
📌📌ولذا فلا سبيل لهؤلاء الأخوة الأفاضل الذين هم عدد غير قليل - ولهم حضور دعوي لا بأس به في في ربوع البلاد فهم في جاوى الوسطى وجاوى الغربية والشرقية و سيلاويسي بأطرافها وسمطرة و أمبو وغير ذلك و الذين يجمعهم نوع من تأصيل علمي جيد ونوع من ورع وحلم حسن - فليس لهم إلا أن يقوموا قومة رجل واحد ليرموا غلاة التبديع عن قوس واحدة فيبينوا عوارهم وغلوهم وبعدهم عن منهج السلف فيردوا الناس إلى المنهج الصواب مع بيان صواب التعامل مع أخطاء الأفراد المنتمين للدعوة على أصول ومعايير السادة العلماء الأكابر التي هي نهج واضح بين الإفراط والتفريط أي بين الغلو والتمييع وهي مسؤولية ثابتة في ذمة من عرف الهدى والحق من هؤلاء الأفاضل ولا سبيل لبراءة الذمة من ذلك إلا بالقيام بما أمر الله تعالى من النصيحة والبيان بأكمل وأحسن سبيل. وليعرضوا عما يأتيهم من القوم الجراحة فإنما هو أذى كالزبد ولا يلبث أن ينقشع بإذن الله تعالى ويبقى الحق و أجر الهدى والبيان .
قال
{ كَذَ ٰلِكَ یَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡحَقَّ وَٱلۡبَـٰطِلَۚ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَیَذۡهَبُ جُفَاۤءࣰۖ وَأَمَّا مَا یَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَیَمۡكُثُ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ كَذَ ٰلِكَ یَضۡرِبُ الأمثال ).
📍ثانيا :
أتوجه بكلامي لإخواني الماليزيين فأقول
"إن الحليم من اتعظ بغيره ".