تنبيه منهجي لإخواني الذين من حولي في برليس خاصة والناس عامة وفق الله الجميع

📌تنبيه منهجي لإخواني الذين من حولي في برليس خاصة والناس عامة وفق الله الجميع :

قال الله تعالى { وَمَا تَفَرَّقُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ اُ۬لْعِلْمُۖ بَغْياَۢ بَيْنَهُمْۖ }

وقال { قُلْ يَٰٓأَهْلَ اَ۬لْكِتَٰبِ لَا تَغْلُواْ فِے دِينِكُمْ غَيْرَ اَ۬لْحَقِّۖ وَلَا تَتَّبِعُوٓاْ أَهْوَآءَ قَوْمٖ قَد ضَّلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراٗ وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ اِ۬لسَّبِيلِۖ } 

وفي الحديث الصحيح عند أهل السنن من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ  قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ ؛ فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ ". 

و في الصحيحين عن أبي سعيد وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَتَتْبَعُنَّ  سَنَنَ  مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ : " فَمَنْ ".  

📍أقول : هذه الأدلة  وغيرها في بابها يستفاد منها أصول وفوائد منهجية في غاية من الأهمية منها  :

أولا: أنه لطالما كان الغلو في الديانة و البغي بالعلم صفات تعد هي الصفات الأبرز في منهاج أهل الكتاب ولذا تكررت كثيرا في أيما موضع من القرآن والسنة في توصيف حالهم . 

ثانيا : أن الغلو والبغي أسباب رئيسية لنتيجة التفرق في أهل الكتاب ولم يكن ذلك التفرق في أصله بينهم ناتج عن جهل بسيط بل هو بسبب سوء استخدام العلم وأدواته على حد سواء فكانوا أصحاب علم لا ينفع بسبب أنهم لم يستخدموه لنفع الناس وجمعهم على الهدى والحق بالتي هي أحسن بل استخدموه للإضرار ببعضهم بعضا بغيا بينهم ما أنتج  التفرق في الدين باسم الدين .  

فالعلم الصحيح بعمله المقاصدي لا ينتج عنه إلا الاجتماع على الخير والألفة على الهدى وحسن السلوك وطيب الأخلاق واجتماع الإخوان وازدياد المحبة فيما بينهم ناهيك عن اطراد جودة علومهم المؤصلة مع دعوتهم المؤهلة والازدياد من كل خير على وجه العموم. 

أما البغي بالعلم فلا ينتح عنه إلا الفرقة الدائمة وضعف الدعوة وشماتة الأعداء وغير ذلك من الخزايا بل هو أدل دليل على عدم تأهل أصحابه للكلام باسم العلم وإن تقفروا العلم و تصنعوا به !

ثالثا : لاشك أن في هذه الأمة من يحذوا سبيل أهل الكتاب بالتشبه بهم في البغي والغلو والفرقة كما قال عليه الصلاة والسلام محذرا تارة على وجه الخصوص كما في قوله 

( إياكم والغلو ... ) ومثبتا لحصوله تارة على وجه العموم كما في قوله (لتتبعن سنن من كان قبلكم ...)  . 

رابعا : 

ولا أدل على هذا التشبه بأهل الكتاب من واقع الغلاة المنتسبين للدعوة السلفية مهما اختلفت مرجعياتهم فتراهم فيما بينهم في دائرة مغلقة يعلوها التفرق في الدين بلا موجب شرعي صحيح ولا دليل منطقي صريح !

 وأما ما في داخل تلك الدائرة المغلقة فوجوه عجيبة من أمراض النفوس الدائمة وتلبيسات إبليس الكامنة وافتراضات العقول السخيفة ! 

فتجدهم "وبلا موجب صحيح " يستعملون فيما بينهم كل متاح من تحذير وهجر وبتر وتنقص واستهزاء وهمز ولمز واستخفاف و كذب وزور وتخيلات و الزامات وسوء ظن و غير ذلك من البلايا التي تترفع عنها مروءة الجاهلية ناهيك عن أخلاق الإسلام.

 بل إنك لتجد فيهم مرض عضال اسمه متلازمة عمى الوان المصالح والمفاسد الدعوية فهم سائرون في أسباب تلك الفرقة وإن ترتب عليها مضرة عامة على الدعوة السلفية هي أشد وأنكى بكثير من انتحال صفاء المنهج من الكدر الذي يدعونه وكل هذا باسم العلم والدين والدفاع عنه !

إذا فهذا الواقع هو من أصرح وأجلا ما يستدل به على واقع أهل الكتاب في البغي بالعلم الذي كان فيما بينهم ولا زال نسأل الله السلامة والعافية.

 وهاك أمثلة على المقصود من واقع دعوة سلفية يعلو في كثير من أنحائها صوت جهالها الغلاة بينما يخبوا فيها صوت علمائها المنصفين وهي الدعوة السلفية التي تنتسب إلى الشيخ يحيى وفقه الله … 

فلا يوسف الجزائري وأصحابه راضون عن بعض مشايخ الدعوة في أبين وعدن وغيرها ولا أولئك راضون عنهم ولا السنحاني ومن إليه على وفاق مع كثير من مشايخ الدعوة ولاهم معه كذلك ولا حسين الحجوري راض عن السنحاني ومن إليه ولا هم كذلك  ولا السوري ومن معه على رضا بمشايخ لهم فضل وخير على الدعوة في داخل اليمن وخارجها ولاهم معه كذلك ولا عبدالباسط وعسكره على توافق مع جل المراكز ولاهم معه كذلك بل حتى العمودي الغالي ينصح بعض أهل إب بالحذر من ابن حزام والثبات على منهج الشيخ يحيى وفي نفس الوقت له مقالات في بيان حال الشيخ يحيى المتغير الغير المرضي عنده "حصل ذلك أمام عيني" ! وهو متخصص في لمز وطعن من هم أقرب إليه منهجا من غيرهم وكان هذا المريض النفسي أول من تصدر الطعن في بعض القضايا دفاعا و نفاحا مستميتا عن الشيخ يحيى وانتهى به

الحال الآن طعان في الشيخ كما تعلمون ! 

ولا أصحاب تنزانيا من المنتسبين إلى مرجعية الشيخ يحيى في وفاق ولا أصحاب الصومال في وئام وأما أصحاب الحبشة فتناحرهم عجيب وعن دعوتهم في ماليزيا فهي حالة يرثى له علميا ودعويا وهم ساعون سعيا حثيثا في  تمزيق الممزق وتصغير المصغر.

 وأما عن أصحاب إندونيسيا فحدث ولا حرج فهم في خلاف مريج يعجب منه العدو مع الصديق فقد رفعوا قضية مركز النساء إلى مصاف أصول أهل السنة فهي عند كثير منهم أشبه بإنكار صفات الباري والقول بخلق القرآن فهذا أبو فيروز وعصابته يبدعون الأستاذ أبا حازم بل منهم من يبدع أبا حازم ومن يجالس أبا حازم ومنهم من يبدع أبا حازم ومن يجالس أبا حازم ومن يتوقف في حزبية أبي حازم ومنهم من يهجر أبا حازم ويهجر أصحابه ويهجر من يتوقف فيه ويهجر من لا يهجر من يتوقف فيه… والعجيب أن الشيخ يحيى يصيح مرارا وتكرارا بسلفية أبي حازم! 

ونتج عن هذا الخلاف في إندونيسيا تفرق جل إن لم يكن كل المساجد المنتسبة للشيخ يحيى في إندونيسيا ! 

هذا وغيره كثير كثير فصار قول الشيخ يحيى لهم ( أنا ماعندي هجر ما عندي إلا الأخوة) كالكلام الذي بلا معنى في قاموسهم والله المستعان.  

و ختاما أقول : 

إن كل علاج ومداواة لهذا المرض الذي فتك بالأمم قبلنا "أي مرض الغلو و البغي بالعلم والذي ينتج عنه التفرق الغير محمود" لا يتناول المشكلة من جذورها متمثلا بكسر مادة الغلو المنتشرة في الجماعة وذلك بنفي المعاني الغالية وردها إلى أصولها الصحيحة أي أصول الراسخين في العلم من أهل السنة فمآله إلى الفشل الذريع ولابد، ولا يعدو إن نجع أن يكون مسكنا لاغير . 

ومن تلكم المعاني الباطلة تجويز لكل من يرى من نفسه الأهلية في الحكم على الرجال أن يحكم على رجال الدعوة و ينقلهم من دائرة السنة إلى البدعة بغض النظر هل وافقه العلماء أم لا "فمن الذي لا يرى من نفسه منهم أنه أهل!" .

وكل ذلك بدعاوى فيها إطلاق وتقييد لا يحسنها ضيقي الأفق كأهل مكة أدرى بشعابها ومن علم حجة على من لم يعلم وغير ذلك من المعاني التي هي في أصلها حق ولكنهم يستعملونها في باطل البغي على بعضهم ولذا فإنك ترى التحذير من هذه السبيل كثير في كلام العلماء المعاصرين كالألباني رحمه الله فكم حذر ونهى أن يستحدث التبديع مثل هؤلاء الأحداث. 

ولا أدل على هذا المعنى من إرسال الشيخ يحيى أحد المشايخ إلى إندونيسيا لإصلاح مايمكن إصلاحه بين فروع الدعوة هناك في إندونيسيا فسدد الرجل وقارب ما استطاع على عسر و حاول جمع الكلمة وقرأ الشيخ يحيى على الملأ رسائل من هؤلاء المعنيين تفيد بالصلح بينهم ونصحهم بالزيارات بينهم ولكن كل ذلك ذهب في مهب الريح فما لبث الرجل الذي أرسله الشيخ أن رجع حتى عاد الأمر على ما كان بل أسوأ…  !

  والله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل.