📌حكم تصوير الطعام أو اللباس و نحو ذلك و مشاركته على حالات الواتس ومواقع التواصل الإجتماعي 📌
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙 أبو العطاء أحمد باناجة حفظه الله
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
📩 سؤال :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
هل يشرع تصوير الطعام أثناء أكله مثلا أو اللباس و غير ذلك من الخصوصيات ومن ثم وضعها في حالات الواتس و غيره من وسائل التواصل الإجتماعي بقصد مشاركة بعض مظاهر الفرح ؟
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
🔖 الجواب :
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته..
لا يشرع ذلك لمحاذير كثيرة.
بل هو عنوان خلل في فاعليه من جانبين :
🔅 الجانب الأول :
في قضية ما يفرحون فيه إذ أن الفرح بمثل ما ذكره السائل من طعام يؤكل أو لباس يلبس و نحو ذلك حتى نشرها في وسائل التواصل دليل على ضعف في الفكر وقصر في النظر.
⭕️...لماذا؟
لأن الفرح بمثل هذه الأمور على هذا النحو حقيقته مبالغة واضحة تفضي إلى المكاثرة والعجب الذين هما دليل على نقص العقل ، إذ أن عادة الناس تجري بمثل هذه النعم دائما ولكل الناس مؤمنهم و كافرهم صغيرهم وكبيرهم فقيرهم وغنيهم بل حتى الحيوان يفرح بمطعومه فلو كان ما يفعلونه من هذا التصوير صواب فسيكون جل الناس في انشغال دائم بتلك المشاركات على نحو تأخذ الوقت والجهد كما نراه من بعض من أدمن ذلك من الجهال حتى إنه لشغلهم الشاغل..
فهل هذا يعقل من صحيح عقل سالم الفطرة منشغل بما ينفعه !
ولا نعني بذلك أن تجدد مثل تلك النعم الدنيوية لا يفرح بها بل لا بأس أن يفرح بها لكن على نحو يقره الشرع ويرضاه المنطق السليم ولا يكون ذلك بمثل ذلك النشر و الإشهار لكل من هب ودب لأنه مبالغة واضحة كما تقدم.
📍 واعلم أن أعظم ما يفرح به هو كل سبب فيه قربة إلى الله تعالى و زيادة للإيمان من حفظ آية وتعلم حديث وقضاء عبادة والعمل بمقتضى ذلك ومنه حديث "للصائم فرحتان" فبمثل هذا يفرح وينشر خبره إذا أمنت الفتنة على صاحبه كي يتعظ الناس ويقتدون به أما حطام الدنيا فهو إلى زوال .
🍂 قال الله تعالى :
(قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَ ٰلِكَ فَلۡیَفۡرَحُوا۟ هُوَ خَیۡرࣱ مِّمَّا یَجۡمَعُونَ)
أي أن الفرح بما مآله تحصيل رحمة الله خير من كل ما يجمع الناس من حطام الدنيا.
وهكذا فليكن الفرح الحقيقي الصحيح.
🔅 والجانب الثاني من الإخلال :
هو في كيف يفرحون ، فعند نشر أفراحك في مواقع التواصل الإجتماعي يعني ذلك مشاركتك إياها كل أحد ففيهم من يحبك ومن يبغضك ومن يحسدك و يترصدك وغير ذلك ..
إذا فأنت تعرض نفسك للحسد و الكراهية وسوء الظن و البغض و العين الحاسدة وغير ذالك من الأمور التي لربما تؤذيك...
لا سيما العين الحاسدة التي كان يستعيذ منها النبي صلى الله عليه وسلم ويأمر الناس أن يستعيذوا منها ويسترقى منها كما في حديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ أَمَرَ - أَنْ يُسْتَرْقَى مِنَ الْعَيْنِ.
ولذا أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم المعوذتين ليستعيذ بهما ، و فيها :
(وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) .
🍂 وكذالك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أثبته بعض أهل العلم و معناه صحيح على كل حال :
"استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود".
فالمشاكرة مع كل أحد لا شك ستوقعك في ذلك الخطر وكل بقدر الله تعالى.
🔺 ومن المحاذير المفضية لعدم المشروعية :
هو أن مثل هذا الفعل قد يكون منه أذية للغير الذي لا يجد ما تجد من تجدد للنعم فربما صورة طعامك ولباسك تؤذي فقيرا لا يستطيع مثله ونحو ذلك ففي مثل ذلك يكون قهر القلوب فانتبه يا رعاك الله ، فعندما تدخل السرور في قلوب المؤمنين تؤجر و عند تكون سببا لأحزانهم قد تؤزر.
فمثل هذه الأمور لا ينبغي أن يسلكها عباد الله المتقين الأذكياء الأزكياء.
🍂 فأين أنت من قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسلم حديث سعد :
"إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي"
◀️ فالذي ينبغي هو أن تخفى مثل هذه الأمور لا أن تشهرها وهذا من تمام حمد الله تعالى و شكره.
📍واعلم أن هذا كله إذا ما افترضنا أنك سالم من داء العجب و المكاثرة بحطام الدنيا والذي هو مادة أساسية في الإلهاء عن الآخرة ولذا نص الله تعالى على ذلك نصا كما قال تعالى مهذبا لمعاشر المؤمنين وذلك في أول العهد المكي ( أَلۡهَىكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ ) لأنه متضمن لنوع من الإدمان الذي إذا أغرق فيه المرء حبسه في عالم من الغفلة و الخيال والزور والتمثيل بالتشبع حتى يصل الحال به إلى درجة سخف الأعمال لعقم التفكير! والواقع خير شاهد.
📍واعلم أنه إذا سلمت نيتك الآن فلربما تفسد لاحقا بسبب أن الإكثار من هذه الفعال مقدمة لدخولك في تلك الأوحال فتنبه .
🍂 يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جندب :
"من سمَّعَ سمَّعَ الله به، ومن يُرائي يرائي الله به"
💡 فهذه بعض أوجه المنع والتي هي أكثر من ذلك ، فلا ينبغي لأصحاب العقول العالية و النفوس الطيبة أن تسلك مثل هذا السبيل..
والله الموفق..